صورة شخصية: نيكولا ساركوزي
يصف نيكولا ساركوزي الذي انتخب رئيسا لفرنسا نفسه بأنه رجل تحديث يسعى إلى إحداث قطيعة مع النخبة السياسية التقليدية الحاكمة في فرنسا.
وقد خاض معركة مليئة بالخداع أمام منافسته مرشحة الحزب الاشتراكي سيجولان روايال.
وهو سواء أثناء توليه وزارة الداخلية أو كزعيم التجمع من أجل حركة شعبية قسم الآراء في فرنسا بسبب تبنيه سياسة متشددة إزاء المهاجرين.
وقد وصف الشبان المتمردين في ضواحي باريس بأنهم حثالة.
هذا التصريح الجرئ الذي أطلقه قبل اضطرابات 2005 دفع بعض منتقديه إلى وضعه في نفس التصنيف مع زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية جان ماري لوبن.
سياسة الاندماج
وقد تقدم ساركوزي بمقترحات تكفل كبح جماح الهجرة غير المشروعة تشمل ضمن إجراءات أخرى، الترحيل، وإدماج المهاجرين من العمال غير المهرة في المجتمع الفرنسي.
إلا أنه يقترح أيضا التفرقة الايجابية للمساعدة على تقليل أعداد البطالة بين الشباب، وهو تحد بالنسبة لأولئك المغرمين بفكرة المساواة الفرنسية.
وكانت دعوته إلى أن تقدم الدولة المساعدة للمسلمين على بناء مساجدهم قد أثارت الجدل أيضا.
ويقول المراقبون إن أحد التساؤلات الكبيرة حاليا تتركز حول ما إذا كان ساركوزي سينجح في التحكم في لهجته العدائية وأن يتصرف كرئيس فرنسي مسؤول عن توحيد الفرنسيين جميعا.
وعلى العكس من أبناء النخبة السياسية الحاكمة لم يذهب ساركوزي إلى المدرسة الوطنية للإدارة لكنه تدرب كمحام.
وساركوزي المولود لأب مجري وأم فرنسية من أصل يهودي، عمد ككاثوليكي ونشأ في باريس.
وأحد التأثيرات السياسية الكبيرة عليه تأتي ليس من فرنسا وإنما من بريطانيا، حسبما يقول كاتب سيرته الذاتية نيكولا دوميناش.
يقول دوميناش: "إنه معجب بتوني بلير بدرجة كبيرة، لعدة اسباب: أولا نجاح بلير في إغواء أجهزة الإعلام، وهو نفس ما فعله ساركوزي، وأيضا ينظر ساركوزي إلى الطريقة التي تمكن من خلالها بلير من تسويق فكره السياسي".
ويقول ساركوزي إنه يريد "القطيعة مع نمط معين في السياسة" قائلا إنه يرغب في تشجيع الحراك الاجتماعي، وأن ينشئ مدارس جديدة، ويخفض من عدد الموظفين العموميين. الصعود من القاع
وقد شغل ساركوزي منصب عمدة ضاحية نيولي الباريسية من عام 1983 إلى 2002، ثم أصبح وزيرا للداخلية. وعمل أيضا لفترة قصيرة كوزير للمالية عام 1994.
وتقول مراسلة البي بي سي في باريس كارولين ويت إنه لن يطرح أيديولوجية جديدة لكنه عملي براغماتي سيستخدم أي حل يراه مناسبا.
وبعد أن كان من مؤيدي الرئيس شيراك والمقربين منه، انقلب عليه عندما أيد منافسه في معركة الرئاسة عام 1995 وهو ما خلق هوة بين الرجلين ظلت حتى اليوم.
وحتى الذين يقفون على اليسار في فرنسا يعتقدون أن ساركوزي قوة سياسية هائلة.
وينظر إليه أيضا على أنه من الأطلسيين أي الذين يتطلعون إلى صداقة الولايات المتحدة واتباع خطها السياسي، إلا أنه كان من الرافضين لحرب العراق.
وهو لا يؤمن كثيرا بالعلاقة الخاصة بين فرنسا وألمانيا، لكنه اغضب الدول حديثة العضوية بالاتحاد الأوروبي عندما قال إنه لا يجب تقديم أي مساعدات للدول التي تفرض ضرائب أقل مما تفرضه دول أوروبا القديمة.
تزوج ساركوزي مرتين وأنجب ثلاثة أبناء، الثالث من زوجته الحالية سيسيليا.
موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/news/newsid_6631000/6631155.stmمنشور 2007/05/06 22:04:35 GMT
© BBC MMVII