عقوق الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ما عاقبة من يتعدي علي والديه أو علي أحدهما؟
حرم الله تعالي عقوق الوالدين تحريماً مشدداً ( حَرَّم عليكم عقوق الأمهات) ومن عقَّ والديه لا ينظر الله إليه يوم القيامة ومن الكبائر شتم الوالدين ولعنهما أو تعريضهما للشتم واللعن من الأخرين .
ومن مجموع الأحاديث النبوية الشريفة نتعلم فضل بر الوالدين وصلتهما وتاكيد طاعتهما والإحسان إليهما وبر أصدقائهما من بعدهما ، وتأكيد طاعتهما علي الجهاد في سبيل ، وقد جاء رجل رسول صلي عليه وسلم فقال :-
جئت أبايعك علي الهجرة ، وتركت أبوي َّ يبكيان؟؟؟ فقال : ارجع إليهما ، فأضحكهما كما أبكيتهما .
وقال لغيره صلي الله عليه سلم :-
هما جنتــُك ونارُك . أي أنهما سبيلك إلي الجنة أو إلي النار ، فجاهد فيهما فمن بر والديه طوبي له زاد الله في عُمرهُ " أي في بركة عمره " وفي المقابل قال صلي الله عليه وسلم ( ملعون من عق والديه ) والذي نتبيينه أن من أعظم الكابئر مقابلة عطف الوالدين بعقوقها وإهانتهما وكسر خاطرهما وإهمالهما ، فمن أدرك والديه أو أحدهما ثم لم يُـغفر له فأبعده الله تعالي.
وقد قال صلي الله عليه وسلم:-
( رضا الله في رضا الوالدين ، وسخط الله في سخط الوالدين)

وقال صلي الله عليه وسلم:-
( كل الذنوب يؤخر الله منها ما يشاء إلي يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله تعالي يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات ).

وقد ذكر الإمام المنذري عن العوام بن حوشب رضي الله عنه:-

أنه شاهد مقبرة تنشق عن صاحبها بعد صلاة العصر، فينهق ثلاث نهقات ، ثم ينطبق عليه القبر .... فلما سأل عن عمله علم أنه كان يؤذي والدته ويشتمها .
والذي نؤكد عليه أن الذين يستهين بحرمة والديه ويؤذيهما بأحدى الصور السابقة هو إنسان مهزوز العقيدة ، محروم من رحمة الله تعالي ، مطرود من أبــواب مغفرته ، لا يؤمن أنه ما يفعله بأبويه من براً وعقوق سيعود عليه كما فعل ، فهو لا
يؤمن بالغيب ولا يصدق بالقدر ، وتلزمه توبة عاجلة تغسل قلبه ، وتحرك وجدانه ، وتـُذكره بعقابه تعالي في الدنيا والآخرة ، وأمامه فرصة عظيمة للعودة والأوبة ببر والديه والترفق بهما
{وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}الأعراف153
أي والذين عملوا السيئات من الكفر والمعاصي, ثم رجعوا مِن بعد فعلها إلى الإيمان والعمل الصالح, إن ربك من بعد التوبة النصوح لغفور لأعمالهم غير فاضحهم بها, رحيم بهم وبكل مَن كان مثلهم من التائبين.

نسألك يا ربنا قبل الموت توبة ، وعند الموت شهادة ، وبعد الموت جنة ونعيماً
بقلم الشيخ الخويدم د. أحمد عبده عوض – الداعية المفكر الإسلامي - الراجي عفو ربه
بنشر من أخوكم في الله
رائد طالب من الله المغفره