بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله والبركاته
الفالنتاين.. بين إفساد العقيدة وتأجيج الشهوة
تعتبر مسألة الحفاظ على الهوية والتمايز بين المسلم وغير المسلم من أصوليات الدين وقواعده الأساسية؛ إذ هي من أسس حفظ الأمة، وصيانة الدين على أهله وأصحابه..
وذهاب هذا الأصل أو انحساره يعَد أكبر معْوَل هدم في صرح الديانة؛ لأن معنى ذهاب المفارقة والتمييز أن يذوب المسلمون في غيرهم، ليس كما يظن البعض في الشكل الظاهر فقط، وإنما هذه المشاكلة الظاهرية تستتبع مشاكلة في الباطن ولا بد، وهو ما يعني الذوبان عقديا وثقافيا واجتماعيا وما يستتبع ذلك من انهيار الأمة وضياعها دون شك.. وهذا ما حملنا أن نتكلم عما يسمى بعيد الحب أو عيد العشق أو ما يطلق عليه الفالنتاين داي valentine's day
ولا يهمنا كثيرا هنا أصل هذا العيد ولا سبب احتفال الكفار به، ولا يهمنا إن كان هذا الفالنتاين قديسا تمسك بدينه فقتله إمبراطور الرومان في زمانه، أو أنه كان قسيسا يعقد قران المتحابين متحديا أمر الإمبراطور بمنع الزواج على الشباب ليكونوا أقوى في الحروب وأشد صبرا عليها، أو كان غير ذلك .. ولكن الذي يهمنا هنا هو أن هذا الاحتفال بعدما كان يحتفل به كريستينا وهالي وجون وجوزيف انتقل إلينا وغزانا في ديارنا وأصبح يحتفل به معهم عائشة وفاطمة ونورة وعلى وعبد الله حتى أصبحت أسواقنا تكتسي في هذا اليوم باللون الأحمر، ومحلاتنا تمتلئ بالهدايا المتعلقة بهذا العيد المستورد وهذا اليوم المخترع وكأنه عيد من أعياد المسلمين.
لقد سرت بالفعل مظاهر الفالنتاين في بلادنا: ففي الجامعات والمدارس أزياء حمراء، وأحذية وحقائب حمراء، وزهور وهدايا، وأربطة وشرائط حمراء، وربما نقش بعضهم قلوبا على يديهم. وفي الأسواق امتلأت المحلات ببطاقات التهنئة التي تنضح بالحب والعشق والهيام رمزها كيوبيد ـ إله الحب عند الرومان ـ كما يزعمون، وكذلك الدمى والبالونات وألعاب الأطفال كلها باللون الأحمر، رمز هذا اليوم، وارتفعت أسعار الورود الحمراء خاصة ارتفاعا جنونيا. وفي المطاعم والفنادق اكتست الطاولات بمفارش حمراء وربما على شكل قلوب ووضعت فوقها الزهور والورود الحمراء حتى يتسنى للمحبين تقديمها لمحبيهم، وربما قدمت عروض في بعض بلداننا ليختار فيها من بين الحضور مس فالنتاين.. والمستعان الله .
إن انتقال الاحتفال بهذا اليوم إلى بلادنا ليس مجرد طقس فولكلوري أوروبي، ولا عادة بريئة؛ لكنه في الحقيقة نار شبت في طرف ثيابنا وإن لم ندركها ستحرق الثوب كله وستفسد على الناس دينهم؛ فضرر احتفال المسلمين بأعياد النصارى مدمر على المدى البعيد، وضرر هذا العيد (فالنتاين) خاصة أشد تدميرا لأنه يفسد من جهتين: الأولى: إفساد العقيدة، والثانية إذكاء نيران الشهوة، وكلاهما في غاية الخطورة.