بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله والبركاته
الامام الشافعي : كان رجل معه نصف علم الدنيا :
إنه القطب الشريف محمد بن إدريس الشافعى الفقيه وصاحب المذهب المعروف ووصفوه بأن معه نصف علم الدنيا.
وهذا الرجل كان كالشمعة المضيئة فى زمنه ظل يحترق ويحترق حتى ذبل وانتهى جسده و لكن ظل فكراً مضيئاً استطاع أن يضيف للفكر الإسلامى أبعاداً وابعاداً.
التف الناس حوله داخل المسجد الحرام فى مكة المكرمة وفى المدينة المنورة وفى مساجد الكوفة... ثم جاء لمصر واجتذب إليه الناس فى مسجد عمرو بن العاص فى الفسطاط.
وفى زاوية جامع عمرو بن العاص كان يجلس الشافعى وحوله العلماء رجالاً ونساءً على السواء كنظام الجامعات الحديثة الأن ...وكان عنده احساس بأن عمره قصير فى مصر ولابد من الجهد لإرساء قواعد مذهبه.
لقد مزج الشافعى ما شاهده وما سمعه ومادرسه وحفظه وفكره - بما فى ذلك فكر الحنفية وخرج من ذلك بالفقه المنسوب إليه.
كان الشفعى فخراً للعالم والفقيه الإسلامى بحق وكان واسع الثقافة والأفق حافظاً من الطراز الأول سندباد العلم بحق.
لقد كان الإمام الشافعى يتردد على سيدتنا نفسية رضى الله عنها بصفة دورية ويستمع إليها ويصلى بها التراويح فى شهر رمضان ...وإذا مرض يرسل لها أحد تلاميذه بالسلام ويطلب دعاءها له بالشفاء... وحين توفى وصى الإمام الشافعى أن تصلى عليه السيده نفيسة... فمروا بجسده على بيت السيدة نفيسة رضى الله عنها بناء على طلبها لضعفها عن الحركة من كثرة التهجد والعباده...وصلت السيدة نفيسة على الشافعى مأمومة بتلميذة أبى يعقوب البويطى.
وقيل أن السيدة نفيسة حين سمعت بوفاة الشافعى قالت قولتها المشهورة فى الكتب" رحمه الله كان رجل يحسن الوضوء".
الإمام الشافعى تتلمذ على يد كثير من العلما وهو كذلك أستاذ لكثير من العلماء.
فحين توفى الشافعى دفن فى تربة أولاد ابن عبد الحكم بالقرافة الصغرى وسط قبورهم وقد ظل الشافعى موضع تكريم العلماء والزوار يقصدونه لقراءة الفاتحة والتبرك به.
وبعد حوالى أكثر من ثلاثة قرون ونصف من تاريخ دفن الشافعى بنى صلاح الدين مقبرة الشافعى وأقام عليها تابوتا خشبيا وبناء مدرسة لنشر مذهب الشافعى وتدريس فقهه ثم تحولت إلى مسجد.
المرجع : كتاب آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى مصر للأستاذ أحمد أبوكف
بنشر رائد طالب من الله المغفره