بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله والبركاته
الامام مالك بن أنس / امام أهل السنة / :
لا احد يعطى صوره صادقه وحية عن أحد مثل معاصريه ومريديه من العلماء والتلاميذ من رفاق العلم وأهل العلم وطلاب العلم... وشهادات هؤلاء تضع مالكا في مرتبه الإمام، فهو في الذروة من العلم بالسنة، وهو في الذروة من العلم بالفقه، فقد بلغ فيه درجة جعلته فقيه الحجاز الأوحد وهو بين المحدثين إمام.
ويُعد مِن أول من دون علم الحديث في كتابه (الموطأ)... أول صحيح مجموع مدون للحديث، وهو بين الفقهاء ثاقب النظر يجمع في فقهه بين الإلتزام بنصوص القرآن والسنة، وفتاوى الصحابة ومراعاة مصالح الناس في كل فتاواه... بل إنه الفقيه المحدث كان اشد الفقهاء مراعاة للمصالح الدنيوية للناس في فقهه.
شهادة العلماء له:
قال سفيان بن عُيينة: رحم الله مالكا ما كان أشد إنتقاءه للرجال وما نحن عند مالك... إنما كنا نتتبع آثار مالك، فهو لا يبلغ من الحديث إلا حديثا صحيحا، ولا يحدث إلا عن ثقات الناس... وما أرى المدينة إلا ستخرب بعد مالك بن أنس.
وقال الليث بن سعد إمام أهل مصر: علم مالك علم تُقي... أمان لمن أخذ عنه من الأنام.
وقال الإمام الشافعي: إذ جاءك الأثر عن مالك فَشُدّ به، وإذا جاء الخبر فمالك النجم، وإذا ذكر العلماء فمالك النجم، ولم يبلغ احد في العلم مبلغ مالك لحفظه وإتقانه وصيانته... ومن أراد الحديث الصحيح فعليه بمالك.
وقال الإمام احمد بن حنبل: مالك سيد من سادات أهل العلم وهو إمام في الحديث والفقه ومن مثل مالك متبع لآثار من مضى مع عقل وأدب.
نشأة مالك بن انس
ولد الإمام مالك بن أنس أبو عامر الاصبحى اليمنى سنة 93هـ وأمه هي "العالية بنت شريك الأزدية" فهو عربي الأب والأم.
ذهب جده الأعلى (أبو عامر) إلى المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستقر بها... وتزوج من بني تميم، فربط بينه وبين بني تميم حلف وثقته علاقة الصهر.
وفى المدينة نشأ مالك بن أنس في بيت اشتغل بعلم الأثر وفى بيئة كلها للأثر والحديث، وكان آل بيته مشتغلين بعلم الحديث وأستطلاع آثار السلف وأخبار الصحابة وفتاويهم.
فجِد مالك كان من كبار التابعين وعلمائهم... وأسرة الإمام مالك من الأسر المشهورة بالعلم... وكان لمالك أخ اسمه النُضر يكبره عمراً، يلازم العلماء ويتلقى العلم عليهم، وقد أفاد مالك منه كثيرا في نشأته ولشهرة أخيه دونه آنذاك... كان الناس يعرفون مالكا بأخى النضر فلما ذاع صيت مالك العلمي بين شيوخه وأهل المدينة صار الناس يعرفون النُضرر بأنه اخو مالك.
وفى المدينة حفظ مالك القرآن الكريم وتوجه من بعده إلى حفظ الحديث تحرضه عليه أسرته ويشجعه على الحفظ مناخ المدينة العلمي ... ويروى انه طلب من أهله ان يأذنوا له بالذهاب إلى مجالس العلماء ليكتب عنهم العلم ويدرسه على أيديهم وفى طريق عودته لمنزله ينتهي من حفظ ما تلقاه من علم.
ويروى أن الفقيه "إبن هرمز" قال يوما لخادمته وقد سمعا طرقا على الباب انظري من بالباب – وفتحت الخادمة فلم ترى إلا مالكا فرجعت وأخبرته قائلة "ما وجدت بالباب غير ذلك الأشقر". فقال لها "ادعيه للدخول فذلك عالم الناس"... وقد تأثر الإمام مالك بشخصية الإمام ابن هرمز تأثرا شديدا.