حفريات جديدة خطيرة تستهدف المسجد الأقصى المبارك
منذ احتلال مدينة القدس وتوحيدها من قبل السلطات الإسرائيلية عام 1967 تنشط مصلحة الآثار والحفريات الإسرائيلية في كل شبر من أراضي ومؤسسات ومنازل وشوارع القدس القديمة، محاولة بكل السبل بالترغيب أحيانا وبالترهيب أحيانا أخرى الكشف عن الكنوز الأثرية في مدينة القدس.
وقد أدى نهم وجشع هذه المؤسسة إلى تفجير أزمات عديدة أدت إلى إراقة الدماء، كما في المسجد المرواني وكما في حوادث كثيرة تتصل بباب المغاربة وغيرها من الآثار الإسلامية القديمة.
وقد قضى في حادثة النفق المشهورة أكثر من 40 شهيدا فلسطينيا، وتسبب الحادث في إحداث شرخ كبير في العلاقات العربية الإسرائيلية وألقى بظلال الكراهية والحقد بين سكان المدينة من يهود ومسلمين.
هذا الشهر أيضا اكتشفت أغرب حادثة سطو على الآثار التاريخية في مدينة القدس وبتخطيط مسبق يهدف إلى الوصول إلى أساسات الحرم القدسي الشريف.
القصة أن مصلحة الآثار استطاعت عن طريق السماسرة شراء دكان صغير لا تزيد مساحته عن مترين عرضا ومترين طولا من مواطن يدعى أبو عبد الخطيب من سكان منطقة رأس العمود ودفعت له مبلغ 60 ألف دولار، يقع في شارع الواد مقابل مطعم البراق بالقرب من حائط المبكى.
وعلى الفور بدأت آلة النبش والتنقيب الإسرائيلية فعالياتها المشبوهة، حيث يدور العمل ويتم الحفر بصورة سرية بعد أن يغلق باب الدكان، ومن ثم يقوم قسم الحفريات بعمله في سرعة وبشكل متواصل بحيث بدأت الحفريات من شارع الواد وامتدت باتجاه باب السلسلة وصولا إلى أبواب الحرم القدسي الشريف.
والغريب أن هذا العدوان الصريح يتم في وضح النهار ودون أن يعلم أي شخص من سكان المنطقة، كما أنه يبنى فوقه "بيت كنسيت" أي بيت للصلاة اليهودية.
ويشير مراقبون إلى أن هذه ليست حادثة فردية، ويؤكدون أن هناك العديد من الحفريات التي تتم بهذا الأسلوب مستغلة تدهور الأوضاع الاقتصادية والحصار المضروب على السكان والمقدسيين ما يعرضهم للابتزاز والسرقة.
وفي ضوء ذلك، عقب رئيس جمعية الأقصى في فلسطين الشيخ كامل الريان للجزيرة نت بالقول إن هذا الاكتشاف ما هو إلا حلقة من سلسلة الانتهاكات المتواصلة التي تقوم بها دولة إسرائيل وبعض عصاباتها، وتكمن خطورة هذه الأعمال في أنها تمس بصورة مباشرة بالمسجد الأقصى وحرمته وتعرضه للخطر.
وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة لما يترتب عن هذه النشاطات من انعكاسات وأفعال عدوانية خطيرة.
وحث الشيخ الريان قيادات العالم العربي والإسلامي على مواجهة هذه النشاطات الإسرائيلية، ودعاهم إلى التصدي لها بكل حزم وإصرار ودون أي تردد، كما طالب القيادات السياسية والدينية في الوسط العربي بأن تضع هذا الموضوع على سلم أولوياتها، لأن المسجد الأقصى له شأن عظيم في قلوبنا وعقيدتنا.
من ناحية أخرى وصف الشيخ خالد مهنا من الحركة الإسلامية نشاطات الحفريات بالمؤامرة بكل ما في الكلمة من معان وظلال، معتبرا ذلك مؤامرة جديدة قديمة مبرمجة سياسيا ودينيا ضد المسجد الأقصى خاصة والقدس الشريف عامة.
وقال مهنا للجزيرة نت إنه من المؤسف إلى حد الألم والحزن العميق أن يشارك في هذه المؤامرة بعض أبناء جلدتنا من المنتفعين. ودعا المواطنين العرب إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد ولا يتركوا الأقصى ينزف أكثر مما نزف.
وأكد أن الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ إبراهيم صرصور لا تغفل لحظة واحدة عن كل عدوان مبيت للأقصى، وهي تجعل من نفسها درعا لحماية الأقصى وتفتديه بكل ما تملك.
وأعلن الشيخ مهنا عن وجود فعاليات وتحركات ونشاطات على مدار الساعة، حيث تتم دراسة كل الخطوات بعمق وبروح مبادرة وذلك للكشف عن أي عدوان على المسجد الأقصى.
المصدر : الجزيرة نت